كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

31 -
2/ 17 - القرآن الكريم: لسان عربي ورسالة عالمية.
قال أحمد نوفل:
"ويستوقفنا ثانيا عربية هذا القران: (قرءانا عربيا! وقد أكدت ايات
عديدة في القرآن الكريم على هذه القضية، وإن عروبة لسان القرآن لا تعني
عروبة القيم والمبادىء والعقائد التي فيه والنظم؟ فتلك إنسانية عامة تنتظم
البشرية كلها، وإنما العربية وصف للسان الذي نزلت به تلك التعاليم لا
لذات التعاليم؟ فلننتبه أخي حتى لا نخدع بدعاوي المزيفين الذين يزعمون: أ ن
الإسلام رسالة قومية عربية " (1).
2/ 18 - من مقاصد القرآن إيقاظ العقل وإرشاده.
قال أحمد نوفل:
"ثم وقفة ثالثة مع قوله -تعالى-:! لعلكتم تغقلون!.
وا لعلكتم! في جنب البشر للتوقع، وفي جنب الله -عز وجل- للقطع؟
فهذا الكتاب من شأنه أن ينبه عقل من قرأه، ولكن فريقا من الناس لا
ينتبهون ولا يعقلون، لا لأن القرآن لا يستطيع أن يوقظ العقل ويهديه، لا،
ولكن؟ لأنهم هم عطلوا عقولهم وملكاتهم ومواهبهم، وإن من مهام هذا
القرآن أن يهدي العقل إلى الطريق السليم للتفكير، وأن يزوده بالمعلومات
السليمة التي تمكنه من التفكير السليم؟ فمان العقل يحتاج إلى منهج كالطريق
يسير عليه، ويحتاج إلى معلومات تشغله، والقرآن زودنا بكل ذلك بالمعلومات
اللازمة عن الغيبات وعن الكون، وزودنا بالمنهج الذي نفكر به ووفقه ننظم
طاقاتنا الفكرية ونحفظ عقولنا من أن تتبدد في الضلال، وتأسرها الأهواء
(1) "سورة يوسف دراسة تحليلية " (ص 233).

الصفحة 31