كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

- 24

"وقيل: كانت هذه السورة أحسن القصص؟ لانفرادها عن سائرها بما
فيها من ذكر الأنبياء، والصالحين، والملائكة، والشيأطين، والجن، والإنس!،
والأنعام، والطير، وسير الملوك، والممالك، والتجار، والعلماء، والرجال،
والنساء وكيدهن ومكرهن.
مع ما فيها من ذكر التوحيد، والفقه، والسير، والسياسة، وحسن الملكة،
والعفو عند المقدرة، وحسن المعاشرة، والحيل، وتدبير المعاش، والمعاد، وحسن
العاقبة في العفة والجهاد والخلاص من المرهوب الى المرغوب، وذكر الحبيب
والمحبوب، ومرأى السنين، وتعبير الرؤيا والعجائب التي تصلح للدين والدنيا.
وقيل: كانت أحسن القصص؟ لأن كل من ذكر فيها كان ما-له إلى
السعادة: أنظر إلى يوسف وأبيه وإخوته وامراة العزيز والملك أسلم بيوسف
وحسن اسلامه ومعبر الرؤيا الساقي، والشاهد فيما يقال " (1).
وقال القرطي:
* "واختلف العلماء لم سميت هذه السورة أحسن القصص من بين سائر
الأقاصيص؟
فقيل: لأنه ليست قصة في القرآن تتضمن في العبر والحكم ما تتضمن
هذه القصة؟ وبيانه قوله في اخرها: ا لقذ كان فى قصصهغ عبز! لأولى
اي! تئث!.
وقيل: سماها احسن القصص لحسن مجاوزة يوسف عن إخوته وصبره
على أذاهم وعفوه عنهم بعد الالتقاء بهم عن ذكر ما تعاطوه وكرمه في العفو
حتى قال: ا لا تتريب علتكم اتيؤم!.
(1) "البحر المحيط " (6/ 236).

الصفحة 34