كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

5 2
وقيل: لأن فيها ذكر الأنبياء، والصالحين، والملائكة، والشياطين، والجن،
وا لإنس، وا لأنعام، والطير، وسير الملوك، والممالك، والتجار، والعلماء،
والجهال، والرجال، والنساء، وحيلهن ومكرهن، وفيها ذكر التوحيد، والفقه،
والسير، وتعبير الرؤيا، والسياسة، والمعاشرة، وتدبير المعاش، وجمل الفوائد
التي تصلح للدين والدنيا" (1).
قال عبد الرحمن السعدي:
"لصدقه وسلاسة عبارته ورونق معانيه كان أحسن القصص.
فعلم بذلك أنها قصة تامة كاملة حسنة، فمن أراد أن يكملها أو يحسنها
بما يذكر في الإسرائيليات التي لا يعرف لها سند ولا ناقل وأغلبها كذب، فهو
مستدرك على الله، ومكمل لشيء يزعم أنه ناقص، وحسبك بأمر ينتهي إلى
هذا الحد قبحا، ف! ن تضاعيف هذه السورة قد ملئت في كثير من التفاسير من
الأكاذيب والأمور الشنيعة لما قصه الله -تعالى- بشيء كثير، فعلى العبد أ ن
يفهم على الله ما قصه، ويدع ما سوى ذلك مما ليس عن الني! نه ينقل " (2).
قال القشيري:
"أحسن القصص!: لخلوه عن الأمر والنهي الذي سماعه يوجب اشتغال
القلب بما يعرض لوقوع التقصير.
أحسن القصص: لأن فيه عفو يوسف عن جنايات إخوته.
(1) "الجامع لأحكام القرآن " (9/ 5 12)، وانظر "اللباب في علم الكتاب "، لابن
عادل الحنبلي (1 1/ 6).
(2) "تفسير الكريم الرحمن " (ص 349).

الصفحة 35