كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

- 44

وغفلة يعذر بها الإنسان، وليست مذمومة قط، وهي فيما إذا غفل عن
شيء لم يبفغه ولم يعفمه.
فقوله: (دعان! نت لمن آلففلإن!! لا يقصد منه الذم والعتاب،
ولكن يقصد منه بيان الواقع؟ لأن الغفلة هنا قريبة من معنى الجهل الذي هو
ضد العلم، قال- تعالى - في الفقراء المتعففين: (يحسبه! آتجاهل أغنياء
مى 3ص! معفف! أ البقرة:273) فوصف الجهل هنا ليس فيه ذم، لأنه توصيف
لبيان الواقع، هذا لىن عدم علمه! ب! ه بالكتابة كان من اركان آياته، وعدم
علمه بالشعر من ادلة الوحي وبيناته، وكل ما يتوقف علمه على الوحي
الإلهي لا تكون غفلة الرسول عنه قبل نزوله عليه عيبا يذم به، لىذ لا يذم
الإنسان إلا بما يقصر في تحصيله وكسبه، وقد امر الله -تعالى- رسوله بأن
يسأله زيادة العلم، وكان يزيده كل يوم علما وكمالا، بتنزيل القرآن وبفهمه،
وبغير ذلك من العلم والحكمة، وهذا لا يقتضي الذم قبل هذه الزيادة " (1).
وقال جمال الدين القاسمي:
"والتعبير عن عدم العلم بالغفلة، لإجلال قدر شأن البي -جمى" (2).
ا وقال ابن عاشور:!
"والغفلة: انتقاء العلم لعدم توجه الذهن إلى المعلو!.؟ المعنى المقصود
من الغفلة ظاهر.
(1) "مؤتمر تفسير سورة يوسف " (1/ 169).
(2) "محاسن التأوبل" (6/ 197).

الصفحة 44