كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

5 -
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالئه من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضل له، ومن يضلل " فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وأشهد أن محمدأ عبده ورسوله.
أما بعد: فإن قصة يوسف -عليه السلام - نمط فريد في القصص
القرآني، فقد اسشغرقت سورة كاملة في الكتاب العزيز على خلاف غ! يرها من
القصص الحق حيث فزقت في سور متعددة.
قال القرطبي -رحمه الله- "قال العلماء: وذكر الله أقاصيص الانبياء
وكررها بمعنى واحد في وجوه مختلفة، بألفاظ متباينة على درجات البلاغة،
وقد ذكر قصة يوسف ولم يكررها، فلم يقدر مخالف على معارضة ما تكرر،
ولا على معارضة غ! ير المتكرر، والإعجاز لمن تأمل " (1).
وقال الفيروز ابادى -رحمه الله -: "فزقت قصص الأنبياء في القران،
وجمع الله قصته في سورة واحدة " (2).
ولذلك "لم تذكر قصة نجي في القرآن بمثل ما ذكرت قصة يوسف -عليه
السلام -- هذه السورة من الإطناب " (3).
(1) "الجامع لأحكام القرآن " (18/ 9 1)
(2) "بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز" (47/ 6).
(3) "التحرير والتنوير": محمد الطاهر بن عاشور (12/ 197).

الصفحة 5