كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

50 -
ووجه كونها جزءا من مشة وأربعين جزءا من النبوة: أنه ي بقي
حسبما أشارت عائشة -رضي الله عنها- ستة أشهر يرى الوحي مناما، ثم
جاءه الملك يقظة، وستة أشهر بالنسبة إلى ثلاث وعشرين سنة جزءا من مشة
وأربعين جزء، ولا تنس أن كون الرؤيا الصادقة جزءا مما ذكر إنما هو اعتبار
صدقها لا غير، لىلا لساغ لصاحبها أن يسمى نبيا وليس كذلك، هكذا أفادنا
الحافظ العسقلاني -رحمه الله -، وعليه؟ فلا تكون الرؤيا مبدأ للنبوة ولكن
تعد من مقدماتها؟ فالظاهر لنا أن رؤى الأنبياء المنامية قبل نبوتهم هي من
قبيل الإرهاصات التي تكون قبل النبوة؟ أي: قبل الزمن الذي يتأهل فيه الني
لقبول الوحي في اليقظة، وأما رؤياهم في المنام بعد النبوة بالفعل؟ فهي وحي
صريح؟ كما نتعلمه من حادثة رؤيا إبراهيم المنامية في شأن ولده الذبيح.
والخلاصة: أن رؤيا الأنبياء حال نبوتهم نوع من أنواع الوحي، ورؤياهم
قبل نبوتهم هي كسائر رؤى أهل الصلاح والخير، تعد من أنواع المبشرات لا
من قبيل الوحي.
قال - تعالى -: (الآ إت أؤليآء الله لا خؤف علتهؤ ولا هتم تحزنوت
الديى ءامنوا وصانوا يتقوت! له! اتبشر! فى اتحيوة الدتيا
وفي ا، خز لا تتديل لحلفت الله ذالك هواتفؤز اتعظيص!! أ يونى:62 - 164.
وقد ورد في الحديث (1): أن البشرى في الحياة الدنيا هي الرؤيا الصالحة
يراها الرجل أو ترى له.
(1) أخرجه أحمد (6/ 445)، والطحاوي في " مشكل الآثار،، (3/ 47) من
حديث أبي الدرداء- رضي الله عنه-، وصححه شيخنا الألباني -رحمه الله- في
"الصحيحة" (1786).

الصفحة 50