كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

51 -
ثم قال لي هاهنا ثلاث كلمات:
الكلمة الأولى: إن الرؤيا المنامية معت! برة خصوصا إذا كانت للأنبياء؟
لأنها لهم وحي إذا كانت بعد النبوة، أو إرهاص إذا كانت قبلها، وها هنا ربما
ينتقدنا بعضهم بأن قوله -تعالى-: (إذ يريكهم آدله فى منامك قليلا ولؤ
أرلبههتم! ثيرا لفشلتو! أ الانفال:43) يفيد أن الرؤيا المنامية للأنبياء قد
تكون غر موافقة للواقع لبعض الأسباب اللازمة؟ كما ترى من هذه الآية؟
ف! ن المشركين في بدر كانوا كثيرين، وقد أراهم الله لنبيه لمجب! و قليلين؟ فأخبر
بذلك أصحابه؟ فاعتقدوهم كذلك، ولكن بعد اللقاء في الهيجاء رآهم الني
!! هد وأصحابه كثيرين؟ أي: ألفا، وكان المسلمون (313! نفرأ، فكيف مع هذا
يقال: إن الرؤيا حق، وإن رؤيا الأنبياء وحي صادق موافق للواقع؟.
وجوابنا عن هذا السؤال: أن الله تعالى قد يوحي إلى أنبيائه ورسله في
المنام ما هو في حلل المجازات والاستعارات والتمثيلات، ونظائره كثيرة،
وشواهده متوفرة ...
منها ما جاء في حديث أنس قال: قال رسول الله! م! م: "رأيت ذات ليلة
فيما يرى النائم كأنا في دار عقبة بن رافع؟ قأتينا برطب منصرطب ابن طاب؟
فأولت أن الرفعة لنا في الدنيا، والعاقبة في الاخرة، وأن ديننا قد طاب" (1).
وعليه؟ فالعلة هاهنا مجاز عن ضعف المعنويات؟ أيا/: قلة الكم مجاز عن
قلة الكيف، كما يرى الإنسان في منامه حية وهي كناية عن العدو، ويرى أ ن
فلانأ مات، وهو كناية عن قلة دينه، وهلم جرأ، ولو تتبعنا كتب تفسير
(1) أخرجه مسلم (2275).

الصفحة 51