كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

56 -

فالجواب ما قاله العلمي:
"كانت قذرت أشياء على يوسف لا بد منها، وذلك مثل امتحانه
بمراودة امرأة العزيز إياه، ثم نسبة المراودة إليه زورأ، ثم اختباره ثانيا بالنسوة
المصريات، ثم سجنه ظلما، ولم ينذر بشيء من هذه الأشياء ولم ير عنها في
منامه ولكنه قدرت له أشياء أخرى، وذلك مثل سجود إخوته له، واجتباء ربه
! ياه، وتعليمه من تأويل الأحاديث، لىتمام نعمته عليه، وهذا النوع قد بشر
ببعضه مناما، وبشر ببعضه الآخر بلسان ابيه يقظة، ولماذا هذه التفرقة يا ترى؟
أعني: أنه لم ينذر بما سيصب عليه، ولكنه بشر بما سيصير له.
وجوابنا على ذلك: أن الأفضل فيما كان من قبيل الخير أن يبشر به
الإنسان، ويوعد به قبل حصوله له بالفعل، وذلك لكي يتلذذ بالأمل محصوله
قبل ان يحصل بالفعل، وأما ما كان من قبيل الشر؟ فالأوفق أن لا يشعر به
أولا؟ لئلا يتنغص به قبل وقوعه، وقد قيل: الوقوع في الشر ولا انتظاره " (1).
قلنا: لأن المبشرات تزود العبد بطاقة احتمال عظيمة تجعله يصبر على ما
يلقى من عوائق وعقبات في طريقه وسيره إلى الله، وششصغرها وهو يرى أفق
المستقبل الواعدا ب! ذن الله وتوفيقه.
32 ى - رؤيا الأنبياء وحي، وكان تعبيرها أعظم معجزات يوسف
الصديق -عليه السلام -، ولذا تر قصته مسلسلة بتأويل الأحاديث.
قال الشنقيطي:
"قوله -تعالى-: (إذ قال يوسف لأبيه يأبت إنى رأيت أحد عشر
كوحبا والشئقس واتقمررأتتهتم لى سجدين!!.
(1) " مؤتمر تفسير سورة يوسف،) (1/ 181 - 182).

الصفحة 56