كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

62 -
"وفي خطاب يعقوب ليوسف تنهية عن أن يقص على إخوته مخافة
كيدهم؟ دلالة على تحذير المسلم أخاه المسلم ممن يخاف عبيه، والتنبيه على
بعض ما لايليق، ولايكون ذلك داخلأ في باب الغيبة " (1).
5/ 37 - الإنسان مأمور بالاحتراز؟ ف! ن نفع فذاك، وإلا لم يلم العبد نفسه.
قال السعدي:
"أن من الحزم إذا أراد العبد فعلأ من الأفعال أن ينظر إليه من جميع
نواحيه ويقدر كل 0 احتمال ممكن، وأن الاحتراز بسوء الظن إذا لم يتحقق، بل
يحترز من كل احتمال يخشى ضرره، ولو تضمن ظن السوء بالغير إذا كانت
القرائن تدل عليه وتقتضيه، كما في هذه الآية، وكما قويت القرائن في قوله
-تعالى -: (قال هل ءامنكتم عليه إلأ! مآ أمنتكتم على أخيه من قتل فآ لله
خير خفظا وهو أزحم آلزاحمين في؟ /!.
ف! نه سبق لهم في أخيه ما سبق، فلا يلام يعقوب إذا ظن هذا الظن، وإن
كانوا في الأخ الأخير لم يجر منهم تفريط ولا تعد، (2).
5/ 38 - الحذر من الذنوب.
قال السعدي:
"الحذر من الذنوب، خصوصأ الذنوب التي يزتب عليها ذنوب أخر
ويتسملسل شرها، كما فعل إخوة يوسف بيوسف، ف! نه نفس فعلهم فيه عدة
جرائم في حق الله، وفي حق والديه، وقرابته، وفي حق يوسف؟ ثم يتسلسل
كذبهم كلما جرى ذكر يوسف وقضيته، أخبر بهذا الكذب الفظيع، ولهذا حين
(1) "البحر المحيط " (6/ 239).
(2) "فوالد مستنبطة من قصة يوسف -عليه السلام -" (ص 29 - . 3)

الصفحة 63