كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
69 -
وقال القرطي:
"وفي هذه الاية دليل على أن مباحا أن يحذر المسلم أخاه المسلم ممن
يخافه عليه، ولا يكون داخلا في معنى الغيبة؟ لأن يعقوب -عليه السلام - قد
حذر يوسف أن يقص رؤياه على إخوته؟ فيكيدوا له كيدأ" (1).
قلنا: على هذا قام علم الجرح والتعديل؟ ذبا عن الشريعة الغراء، وحماية
للدين من كذب المفترين، وتطهيرأ للسنة النبوية من وضع الوضاعين؟ كما
قال رسول الله لمجم في الحديث الحسن لغيره: "يحمل هذا العلم من كل خلف
عدوله؟ ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين " (2).
5/ 42 - إن الحسد قد يقع ممن هم في سن الشيوخ لمن هم في سن الفتيان
الصغار؟ لأنه وقع في إخوة يوسف وهم أسن منه بأعوام كثيرة باتفاق
المفسرين والمؤرخين، وهو -عليه السلام - كان طفلا صغيرأ وكذلك أخوه.
ولم يمنعهم التفاوت في السن من الحسد والبغي والكيد له ولأخيه.
وهذا أمر رأيناه رأي العين ولمسناه لمس اليد من أناس في سن آبائنا، فالله
المستعان، وعليه التكلان (3).
5/ 43 - للشيطان سلطة على كل الناس حتى أولاد الأنبياء حاشا الأنبياء
أنفسهم (4).
(1) "الجامع لأحكام القرآن " (9/ 26 ا-127).
(2) حسن لغيره؟ كما بينه الشيخ سليم الهلالي في كتابه " بصائر ذوي الشرف
بشرح مرويات منهج السلف " (ص ا 1 1).
(3) انظر: "مؤتمر تفسير سورة يوسف " (1/ 02 2).
(4) "مؤتمر تفسير سورة يوسف " (1/ 02 2).