كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

73 -
"قال علماؤنا: هذا يدل على معرفة يعقوب بتأويل الرؤيا؟ لأن نهيه
لابنه عن ذكرها، وخوفه على إخوته من الكيد له من أجلها علم بأنها تقتضي
ظهوره عليهم، وتقدمه فيهم، ولم يبال بذلك يعقوب، ف! ن الرجل يود أ ن
يكون ولده خيرأ منه، والأخ لا يود ذلك لأخيه " (1).
5/ 49 - النصح والإرشاد لا يزيد نفس المؤمن إلا صفاء وسريرته نقاء
وطهرأ.
قال ابن عاشور:
"وقول يعقوب -عليه السلام - هذا لابنه تحذير له مع ثقته بأن التحذير
لا يثير في نفسه كراهة لإخوته، لأن وثق منه بكمال العقل، وصفاء السريرة،
ومكارم الخلق.
ومن كان حاله هكذا سمحا، عاذرأ، معرضا عن الزلات، عالما بأثر
الصبر في رقعة الشأن؟ ولذلك قال لإخوته: (إنهر من يتق ويضبر فإت آدله
لا يضيع أجر المخسنين! وقال: ا لا تثريب علتكم اتيؤم يغفر الله لكتم ا وهو
أزحم الراحمين ز؟ يم! ه وقد قال أحد ابني آدم- عليه السلام - لأخيه الذي
قال له لأقتلنك حسدأ ا لبن بسطت إلى يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى
إ لتك لاقتلك إنى أخاف آلله رب ا لعنمين لإز- /!.
(1) "أحكام القرآن " (3/ 575 1)، وانظر -لزامأ-: "الجامع لأحكام القرآن "
(9/ 275).

الصفحة 73