كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
-6 لأ
قال محمد رشيد رضا:
"هذه الآيات في بيان ما وقع بين يوسف في طفولته وأبيه يعقوب بن
إسحاق بن إبراهيم - عليهم الصلاة والسلام -، فاستدل أبوه برؤياه على أنه
سيكون له شأن عند الله وعند الناس فتعلق به أمله، وشغف به قلبه، فكان
مبدأ لكل ما حدث له من الوقائع المحرقة، ومن العاقبة المشرقة، فهذه الرؤيا لا
يظهر تأوللها إلا في اخر هذه الرواية.
وأصحاب القصص المنتحلة في عصرنا يحتذون أسلوب قصة يوسف في
سورته هذه بوضع خبر مشكل خفي يشغل فكر القارئ أولها ويظل ينتظر
وقوع ما يحل إشكاله ويفسر ماله؟ فلا يصيبه الا في اخر القصة " (؟).
5/ 54 - حكمة المربي تتجلى في فهم الواقع ومحاولة علاجه.
قال القاسمي:
"ا لا تقصص ر ياك!: هذا النهي من الالهامات المجملة، يصل أثره إلى
القلب، ولا يتشخص في النفس مفصلأ حتى يقع العلم؟ كما هو، فيقع في
النفس منه خوف واحتراز إن كان مكروها، وفرح وسرور ان كان مرغوبا،
وشحمى هذا النوع من الالهام: انذارات وبشارات. فخاف عليه السلام من
وقوع ما وقع قبل وقوعه، فنهاه عن إخبارهم برؤياه احترازأ، ويجوز أن يكون
احترازه كان من جهة دلالة الرؤيا على شرفه وكرامته، وزيادة قدره على
إخوته، فخاف من حسدهم عليه عند شعورهم بذلك ". (2)
وقال أحمد نوفل:
"هذه الاية تتجلى حكمة يعقوب في فهم واقع أبنائه ومحاولة معالجته
لهذا الواقع بقدر الامكان، والتحرز من مضاعفة عوامل الحسد والغيرة في
(1) "تفسير القرآن الحكيم " (12/ 253).
(2) "محاسن التأويل " (9/ 4 0 35 - ه 0 35).