كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

- 78

5/ 56 - الرؤيا الصادفة باعتبار النفوس الصالحة.
قال القرطي:
"فعلى قدر اختلاف الناس فيما وصفنا تكون الرؤيا منهم على الأجزاء
المختلفة العدد؟ فمن خلصت نيته في عبادة ربه ويقينه وصدق حديثه كانت
رؤياه اصدق وإلى النبوة اقرب؟ كما الن الأنبياء يتفاضلون؟ قال الله - تعالى -:
(ولقذ فضقنا بغض ا لنبئن علئ بض" أ الإسراء: ه ه) " (1).
وقال ابن عاشور:
"والرؤيا الصادقة حالة يكرم الله بها بعض اصفيائه الذين زكت
نفوسهم؟ فتتصل نفوسهم بثعلقات من علم الله، وتعلقات من إرادته، وقدرته
وامره التكونن، فتنكشف بها الأشياء المغيبة بالزمان قبل وقوعها، او المغيبة
بالمكان قبل اطلاع الناس عليها اطلاعا عاديا ...
وإنما شرطت المرائي الصادقة بالناس الصالحين ة لأن الارتياض على
الأعمال الصالحة شاغل للنفس! عن السيئات؟ ولأن الأعمال الصالحات
ارتقاءات وكمالاتة فهي معينة لجوهر النفس على الاتصال بعالمها الذي
حلقت فيه، وانزلت منه، وبعكس! ذلك الأعمال السيئة تبعدها عن مألوفاتها
وتبلدها وتذبذبها" (2).
5/ 57 - كيد الحاسد او حذر الحاذق لا يغير القدر السابق:
قال ابو السعود:
" (فيكيدوا لك كتدآ!؟ اي: كيدا متينا راسخا لا تقدر على التفصي
عنه او خفيا على فهمك لا تتصدى لمدافعته، وهذا اوفق بمقام التحذير، صان
(1) "الجامع لأحكام القرآن " (9/ 123).
(2) دا التحرير والتنوير" (2 1/ 0 1 2 - ا 1 2).

الصفحة 78