كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

79 -
كان يعقوب -عليه السلام - يعلم أنهم ليسوا بقادرين على تحويل ما دلت
الرؤيا على وقوعه " (1).
وقال ابن عاشور:
"والكيد: إخفاء عمل يضر المكيد.
واللام في ا لك! لتكيد صلة الفعل بمفعوله، كقولك: شكرت لك
النعمى.
وتنوين كيدأ للتعظيم والتهويل زيادة في تحذيره من قص الرؤيا عليهم.
وقصد يعقوب - عليهم السلام - من ذلك نجاه ابنه من أضرار تلحقه،
وليس قصده إبطال ما دلت عليه الرؤيا؟ فإنه يقع بعد ذلك اضرار ومشاق،
وكان يعلم ان بنيه لم يبلغوا في العلم مبلغ غوص النظر المفضي إلى أن الرؤيا
إن كانت دالة على خبر عظيم يناله فهي خبر إلهي، وهو لا يجوز عليه عدم
المطابقة للواقع في المستقبل " (2).
(1) "تفسير أبي السعود" (4/ 254 - 253).
(2) "التحرير والتنوير" (2 1/ 13 2 - 4 1 2).

الصفحة 79