كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
81 -
وأما الفيلسوف؟ فيقول: النبوة مكتسبة ينتجها العلم والعمل؟ فهذا كفر،
ولا يريده أبو حاتم أصلأ وحاشاه " (1).
"ولذلك ينبغي أن يحرص المؤمن على أن تكون علاقته مع الله
-سبحانه- علاقة عملية متينة؟ لكي يحظى من الله بالتوفيق والاصطفاء
ويكون أهلأ لتكريم الله له بالتعليم وإتمام النعمة عليهم " (2).
6/ 59 - أصول علم التأويل:
قال السعدي:
"فمن فوائد هذه السورة: أن فيها أصولأ لعلم تعبير الرؤيا، ف! ن علم
تعبير الرؤيا علم عظيم مهم، مبناه على حسن الفهم، والعبور من الألفاظ
والمحسوسات والمعنويات أو ما يناسبها بحسب حال الرائي، وبحسب الوقت
والحال المتعلقة بالرؤيا، وقد أثنى الله على يوسف -عليه السلام - بعلمه
بتأويل الأحاديث؟ تأويل أحاديث الأحكام الشرعية والأحاديث المتعلقة بتعبير
الرؤيا، والفرق بين الأحلام التي هي أضغاث أحلام لا تأويل لها مثل ما يراه
من يفكر ويطيل تأمله لبعض الأمور، فمانه كثيرأ ما يرى في منامه من جنس ما
يفكر به من يقظته، فهذا النوع الغالب عليه أنه أضغاث أحلام لا تعبير له.
وكذلك نوع آخر: ما يلقيه الشيطان على روح النائم من المرائي الكاذبة
والمعاني المتخبطة؟ فهذه -أيضا- لا تعبير لها، ولا ينبغي للداقل أن يشغل
فكره، بل ينبغي له أن يلهى عنها.
(1) "سير أعلام النبلاء" (16/ 96 - 97).
(2) "دروس مستفادة من سورة يوسف " (ص 12).