كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

- 82

واما الرؤيا ا! حة؟ فهي إلهامات يلهمها الله للروح عند تجردها عن
البدن وقت النوم، او امثال مضروبة يضربها الملك للإنسان ليفهم بها ما
يناسبها، وقد يرى الشيء على حقيقته ويكون تعبيره هو ما رآه في منامه،
فيوسف -عليه الصلاة والسلام - اعطاه الله من العلم ما يميز به بين المرائي
الصحيحة والباطلة، والحق والباطل منها، وهذه القصة فيها الدلالة على تعبير
الرؤيا من وجوه:
احدها: رؤيا يوسف التي قصها على ابيه يعقوب -عليه السلام -: (إ ذ
قال يوسف لأبيه يأبت إنى رأتت أحد عشر كؤ! با وا ل! ثئمس وا لقمر رأتتهم
لى سجدين ".
ففسرها يعقوب بغاياتها وما تؤول إليه، وبوسائلها التي تتقدم عليها،
ففسر الشمس والقمر بأبي يوسف وامه، والكواكب الأحد عشر ب! خوته، وان
الحال سيكون مآلها ان الجميع سيسجدون ليوسف ويخضعون له.
ولهذا لما حصل الاجتماع ودخل ابوه وامه! اخوته مصر، ورفع ابويه
على العرش، خر الجميغ له سجدا.، وقال يوسف متذكرا ذلك التعبير
والتفسير: (ئأبت هدا تأويل ر. يى من قتل قذ جعلها رئى حفآ!.
وهذا امر عظيم ان تصل بيوسف الحال إلى ان يكون معظما تعظيما عند
ابويه وإخوته، وكذلك عند الناس.
وهذه الغاية تستدعي وسائل ومقدمات لا تحصل إلا بها، وهي العلم
الكثير العظيم، والعمل الصالح، والإخلاص، والاجتباء من الله، والقيام! ق
الله وحق الخلق؟ فلهذا قال في ذكر السبب الموصل لهذه الغاية الجليلة:
(وصدالك ء! حتبيك رثك وصعفمك من تأويل آلأحاديث و! تؤنغمت! عطتك

الصفحة 82