كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
89 -
فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذى كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل
عنهم ما! انوا يفتروت زبم! 1 الأعراف:52 - 153؟ فتأويله هنا عاقبة أمره وما
يؤول إليه من تبيين صدقه وظهور صحة ما نطلق به الوعد والوعيد؟ فهو
تأويل فعلي.
فليس المراد هنا من تأويل الكتاب: تفسيره وبيانه؟ لأنه جاءهم مفصلا
على علم وهدى ورحمة، فلا يحتاج إلى التفسير والبيان، ولكن أولئك
الخاسرين ينتظرون تحقق ما جاء به من شؤون الآخرة؟ كالجنة والنار وعذاب
القبر والحساب وهلم جرأ، وذلك واضح لا غبار عليه، وهل يفهم غير هذا
من قوله -تعالى-: (يوم يآتى تأويلهر يقول آلذيى نسوه من قتل قد جاءت
رسل ربنا بآ لحق) 1 الأعراف:53 أ"؟
فالتأويل هنا مصائر وعواقب أخبار الكتاب الغيبية، ولا جرم أنه لا
يعلم حقائق شؤون الآخرة مثلا، ولا كيف تقع، ولا متى لكون سوى السميع
العليم؟ فالمؤمنون بما ورد من ذلك في الكتاب وإن لم يعلموه -وقتا وقدرأ ونوعا
وحقيقة، ف! ن ذلك من موسوعات علم الله وحده دون سواه إلا 3 من ارتضى
من رسول، وأما الذين كفروا؟ فيكذبون بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله.
4 - قال -تعالى-: (بل! ذبوا بما لوبجيطوا بعقمه ء ولما يآتهتم
تآويلةر! ألونس:139؟ أي: مصيره ومصداقه وذات ما أخبر به مما سينزل به
من عقاب الدنيا والاخرة، وسائر نذره وبشائره؟ فهو تأويل فعلي.
وذلك ك! خبار القرآن بالجنة والنار والملائكة والجن ونعيم الجنة وعذاب
النار والنشر والحشر والحساب والميزان والصراط وعذاب القبر ونعيمه
والسؤال فيه، والكلام عن الله وذاته وصفاته والساعة وأشراطها وشؤون
الاخرة والوعد والوعيد وكيف يقع ومتى يقع؟ فكل هذه الأشياء وما إليها لا