كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
0 9
يعلمها الا الله، ولكنه ربما علم شيئا منها لبعض عباده ممن ارتضى من رصمول،
ومن كان على قدمه من الصالحين، وكل هذه الأشياء ونحوها كذبوا بها؟
لأنهم لم يحيطوا بعلمها، ولما يروا ويشاهدوا تأويلها؟ أي: مصائرها وذاتها.
فالتأويل هو ما يعد به الكتاب السماوي من المثوبة والعقوبة؟ أي ما
يؤول إليه الأمر في الوعد والوعيد والأخبار.
5 - في حديث عائشة؟ -رضي الله عنها -: كان النبي! يكثر أن يقول
في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم وبحمدك " يتأول القرآن (1)؟ تعني: أنه
مأخوذ من قوله تعالى: (فسبح بحمد ربك واستغفره) النصر:3)؛ أي:
تعني أن النبي يرجع بذلك إلى القرآن، ويصير إلى هذه الآية؟ فهو تأويل فعلي.
ولابد لنا قبل الختام من كلمة لها علاقتها الكبيرة بهذا المقام وهي أ ن
لكلمة (تأويل) ثلاث معان:
ا -التأويل بمعنى مصير الشيء وعاقبته، وهذا تأويل ليس بالقول ولكنه
تأويل بالفعل، ومنه الشواهد التي تلوناها على أسماعكم، بل منه ما في قول
يوسف الصديق: (يأبت هدا تآويل رءتى " يوسف:. . ا أ؟ أي: هذا
الفعل مصداقها ومصيرها؟ فهو تأويل فعلي.
2 - التأويل بمعنى تفسير المتشابه، وهذا تأويل قولي علمي.
3 - التأويل بمعنى بيان السبب والعلة؟ كما في قصة موسى مع ذلك
العبد الصالح الذي اتاه الله علما اذ يقول لموسى: (سأنبئك بتآويل ما لؤ
تستطع علته صبزا! " أ الكهف:178" (2).
(1) أخرجه البخاري (871)، ومسلم (484).
(2) " مؤتمر تفسير سورة يوسف " (1/ 231 - 234).