كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

913 -
الآ إت نضر الله قريب!؟ فلقيت عروة فذكرت ذلك له، فقال: قالت
عائشة: معاذ الله، والله ما وعد الله رسوله من شيء قط إلا علم أنه كائن قبل
ان يكون؟ ولكن لم يزل البلاء بالرسل، حتى ظنوا وخافوا ان يكون من معهم
يكذبهم؟ فكانت تقرأها: (وظنوا أنهتم قد صدبوا! مثقلة.
فعائشة جعلت استيأس الرسل من الكفار المكذبين، وظنهم التكذيب
من المؤمنين بهم، ولكن القراءة الأخرى ثابتة لا يمكن إنكارها، وقد تأولها ابن
عباس، وظاهر الكلام معه، والآية التي تليها إنما فيها استبطاء النصر، وهو
قولهم: (متى نضر الله!؟ فإن هذه كلمة تبطئ لطلب التعجيل.
وقوله: (وظنوآ أنهتم قذ! ذبوا! قد يكون مثل قوله: (إذا تمنى
ألقى الشيطن فى أمتيت! فينسخ الله ما يلقى الشيطن! أ الحج: اه،
والظن لا يراد به في الكتاب والسنة الاعتقاد الراجح، كما هو في اصطلاح
طائفة من اهل الكلام في العلم، ويسمون الاعتقاد المرجوح: وهمأ، بل قد
قال الني!: "إياكم والظن؟ ف! ن الظن أكذب الحديث " (1)، وقد قال
-تعالى-: (إن الظن لايغنى من الحق شئا! أ النجم: 28،.
فالاعتقاد المرجوح هو ظن، وهو وهم، وهذا الباب قد يكون من
حديث النفس المعفو عنه، كما قال الني ء! ب! د: "إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت
به انفسها ما لم تكلم أو تعمل " (2).
(1) أخرجه البخاري (43 51)، ومسلم (2563).
(2) أخرجه البخاري (2528)، ومسلم (127) من حديث أبي هريرة رضي الله

الصفحة 913