كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

-914

وقد يكون من باب الوسوسة التي هي صريح الإيمان، وفي حديث اخر:
إن أحدنا ليجد ما يتعاظم يا رسول الله، إن حدنا ليجد في نفسه ما لأن يحرق
حتى يصير حممة، أو يخر من السماء إلى الأرض: أحب إليه من أن يتكلم به.
قال: "أو قد وجدتموه "؟ قالوا: نعم. قال: "ذلك صريح الإيمان " (1)، وفي
حديث اخر: إن أحدنا ليجد ما يتعاظم أن يتكلم به. قال: "الحمد الله الذي
رد كيده إلى الوسوسة " (2).
فهذه الأمور التي هي تعرض ثلاثة أقسام:
منها ما! و ذنب يضعف به الإيمان، وان كان لا يزيله.
واليقين في القلب له مراتب:
ومنه ما هو عفو يعفى عن صاحبه.
ومنه ما يكون يقرن به صريح الإيمان.
ونظير هذا: ما في "الصحيح" عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله!:
"يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد؟ ولو لبثت في ال! عمجن بما لبث
يوسف لأجبت الداعي. ونحن أحق بالشك من إبراهيم؟ إذ قال له ربه:
سه
(قال أولم ت! 7بن قال بلئ ولبهن ليطمبن قلبى! " (3).
وقد ترك البخاري ذكر قوله: "بالشك" لما خاف فيها من توهم بعض
الناهـ،.
(1) أخرجه مسلم (132).
(2) أخرجه أبو داود (12 51)، والنسائي في (عمل اليوم والليلة " (668)
وغيىهما من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- بسند صحيح.
(3) أخرجه البخاري (3372).

الصفحة 914