كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
-916
ت! تغجل لهم! 1 الأحقاف:135، (وء نقص عليك من أنجط ء ا لرسلط
نثبت بمه فؤادك! اهود: 0 2 11.
صماذا كان الاتساء بهم مشروعا في هذا وفي هذا؟ فمن المشروع التوبة من
الذنب، والثقة بوعد دله، وإن وقع في القلب ظن من الظنون وطلب مزيد
الآيات لطمأنينة القلوب، كما هو المناسب للاتساء والاقتداء دون ما كان
المتبوع معصوما مطلقا. فيقول التابع: أنا لست من جنسه، ف! نه لا يذكر بذنب،
ف! ذا أذنب استيأس من المتابعة والاقتداء، لما أتى به من الذنب الذي يفسد
المتابعة على القول بالعصمة، بخلاف ما إذا قيل: إن ذلك مجبور بالتوبة، ف! نه
تصح معه المتابعة، كما قيل: أول من أذنب وأجرم ثم تاب وندم آدم أبو
البشر، ومن أشبه أباه ما ظلم.
والله تعالى - قص علينا قصص توبة الأنبياء لنقتدي بهم في المتاب، وأما
ما ذكره -سبحانه- أن الاقتداء بهم في الأفعال التي أقروا عليها فلم ينهوا
عنها، ولم يتوبوا منها، فهذا هو المشروع. فأما ما نهوا عنه وتابوا منه؟ فليس
بدون المنسوخ من أفعالهم، وإن كان ما أمروا به أبيح لهم، ثم نسخ تنقطع فيه
المتابعة؟ فما لم يؤمروا به أحرى وأولى.
وأيضا؟ فقوله: (وظنوآ أنهم قذ! ذبوا! قد يكونون ظنوا في الموعود
به ما ليس هو فيه بطريق الاجتهاد منهم؟ فتبين الأمر بخلافه، فهذا جائز
عليهم كما سنبينه، ف! ذا ظن بالموعود به ما ليس هو فيه، ثم تبين الأمر بخلافه
ظن أن ذلك كذب، وكان كذبا من جهة ظن في الخبر مالا يجب أن يكون فيه.
فأما الشك فيما يعلم أنه أخبر به؟ فهذا لا يكون، وسنوضح ذلك -إن
شاء الله تعالى -.
وما ينبغي أن يعلم: أنه سبحانه ذكر هنا شيئين: