كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
-918
ونيته، وما كئر تقليب القلوب، وقد يتبدل الأمر بغيره حتى يصير الحكم إلى
غيىه، وقد يتخلص بغير اختياره، والعادات قد جرت بها على مثل من عنده
من قال لا يعطيه. فقد يعطيه، وقد يخرج من يده بغيره اختياره، وقد يموت
عنه؟ فيخرج، والعالم مملوء من هذا.
الوجه الثاني: قال لهم يعقوب: (يبنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف
وأخيه ولا تاتسوا من روح الله إنهو لا ياتش من رؤح الله إلا اتقؤم اتبهفرون
! " أيوسف:187؟ فنهاهم عن اليأس من روح الله، ولم ينههم عن
الاستيئاس، وهو الذي كان منهم، واخبر انه لا ييأس من روح الله إلا القوم
الكافرون.
ومن المعلوم انهم لم يكونوا كافرين؟ فهذا هو الوجه الثالث ايضأ، وهو:
انه اخبر انه: ا لا ياتش من رؤح الله إلا اتقوم اتبهفرون! أيوممف:187ة
فيمتنع ان يكون للأنبياء يأس من روح الله، وان يقعوا في الاستيئاس بل
المؤمنون ما داموا مؤمنين لا ييأسوا من روح الله، وهذه السورة تضمنت ذكر
المستيئسين، وان الفرح جاءهم بعد ذلك، لئلا ييأس المؤمن؟ ولهذا فيها:
ا لقذ كان فى قصصهتم عبزس لأولى آلأ تنحث! فذكر استيأس الإخوة من اخي
يوسف وذكر استيأس الرسل يصلح ان يدخل فيه ما ذكره ابن عباس، وما
ذكرته عائشة جميعأ.
الوجه الرابع: ان الاستيئاس استفعال من اليأس، والاستفعال يقع على
وجوه:
يكون لطلب الفعل من الغير، فالاستخراج والاستفهام والاستعلام
يكون في الأفعال المتعدية، يقال: استخرجت المال من غيري، وكذلك