كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

- 920

إخبار النى! لهم أنهم يدخلون المسجد الحرام ويطوفون به، أن ذلك يكون
عام الحديبية؟ لأن البي! م! م خرج معتمرأ، ورجا أن يدخل مكة ذلك العام،
ويطوف وشمعى. فلما استيأسوا من دخوله مكة ذلك العام - لما صدهم
المشركون، حتى قاضاهم الني! نرر على الصلح المشهور- بقي في قلب
بعضهم شيء، حتى قال عمر للبي! م! م: الم تخبرنا 2 أنا ندخل البيت ونطوف؟
قال: "بلى. فأخبرتك أنك تدخله هذا العام؟ "، قال: لا، قال: "ف! نك باخله
ومطوف" (1) وكذلك قال له أبو بكر.
وكان أبو بكر-رضي الله عنه- أكثر علما وايمانا من عمر، حتى تاب
جممر مما صدر منه، هان كان عمر- رضي الله عنه- محدثأ، كما جاء في
الحديث الصحيح، أنه قال!: " قد كان في الأمم قبلكم محدثون، ف! ن يكن في
أمتي، فعمر"؟ (2) فهو- رضي الله عنه- المحدث الملهم، الذي ضرب الله الحق
على لسانه وقلبه؟ ولكن مزية التصديق الذي هو ءأكمل متابعة للرسول،
وعلما وايمانأ بما جاء. به، ودرجته فوق درجته؟ فلهذا كان الصديق أفضل
الأمة، صاحب المتابعة للآثار النبوية، فهو معلم لعمر، ومؤدب للمحدث
منهم الذي يكون له من ربه إلهام وخطاب كما كان أبو بكر معلما لعمر
ومؤدبأ له حيث قال له: فأخبرك أنك تدخله هذا العام؟ قال: لا. قال: إنك
اتيه ومطوف.
(1) أخرجه البخاري (2731 و 2732) من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن
الحكم رض! اقه عنهما.
(2) أخرجه البخاري (3469)، ومسلم (2398).

الصفحة 920