كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

921 -
فبين له الصديق: أن وعد الني! يم مطلق غير مقيد بوقت، وكونه سعى
في ذلك العام وقصده لا يوجب أن يعني ما اخبر به؟ ف! نه قد يقصد الشيء
ولا يكون؟ بل يكون غيره؟ إذ ليس من شرط الني! يخ! ه أن يكون كما قصده؟
بل من تمام نعمة ربه عليه أن يقيده عما يقصده إلى أمر اخر هو أنفع مما
قصده، كما كان صلح الحديبية أنفع للمؤمنين من دخولهم ذلك العام، بخلاف
خبر الني! ك! يو؟ ف! نه صادق لا بد أن يقع ما أخبر به ويتحقق.
وكذلك ظن الني كما قال في تأبير النخل: "إنما ظننت؟ فلا تؤاخذوني
بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله؟ فإني لن أكذب على الله " (1). فاستيأس
عمر وغيره من دخوله ذلك هو استيئاس مما ظنوه موعودأ به، ولم يكن
موعودأ به.
ومثل هذا لا يمتنع على الأنبياء أن يظنوا شيئأ فيكون الأمر بخلاف ما
ظنوه؟ فقد يظنون فيما وعدوه تعيينأ وصفات ولا يكون كما ظنوه، فييأسون
مما ظنوه في الوعد، لا من تعيين الوعد، كما قال الني! ر: "رأيت أن أبا جهل
قد أسلم؟ فلما أسلم خالد ظنوه هو، فلما أسلم عكرمة علم أنه هو" (2).
وروى مسلم في "صحيحه": أن الني! م مر بقوم يلقحون: " فقال لو لم
تفعلوا هذا لصلح " قال: فخرج سبتأ؟ فمر بهم فقال: " ما لنخلكم؟ " قالوا:
قلت: كذا وكذا. قال:" أنتم أعلم بأمر دنياكم " (3).
وروي -أيضأ- عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد الله، قال:
مررت مع رسول الله! يم بقوم على رؤوس النخل، فقال: "ما يصنع
(1) أخرجه مسلم في "صحيحه" (2361) من حديث طلحة بن عبيد -رضي الله عنه-.
(2) أخرجه جنحوه- يوسف بن يعقوب الجصاص في "فوالده"؟ كما في "الإصابة"
(497/ 2) - من طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة " (3/ 575) - بسند من لم نعرفه.
(3) أخرجه مسلم في "صحيحه" (2363).

الصفحة 921