كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

- 926

يعلمون الكتت إلا أمانى وإن هم إلا يظنوت تر! /! 1 البقرة:178. واما من
اول النهي على تمني القلب؟ فذاك فيه كلام اخر؟ وإن قيل: إن الاية تعم
النوعين؟ لكن الأول هو المعروف في التفسير، وهو ظاهر القرآن ومراد الآية
قطعا، لقوله بعد ذلك: (فينسخ الله ما يلقى الشيطن ثؤ يحكم الله ءايتم!
والله علي! حكيص ليخعل ما يلقى الشيطن فتنه للذيى فى قلوبهم
مرض!! 1 الحج:52 - 153. وهذا كله لا يكون في مجرد القلب إذا لم يتكلم به الني؟
لكن قد يكون في ظنه الذي يتكلم به بعضه النخل ونحوها، وهو يوافق ما
ذكرناه.
وإذا كان التمني لا بد ان يدخل فيه القول؟ ففيه قولان:
الأول: أن الإلقاء هو في سمع المستمعين، ولم يتكلم به الرسول، وهذا
قول من تأول الاية بمنع جواز الإلقاء في كلامه.
والثاني: وهو الذي عليه عامة السملف ومن اتبعهم: إن الإلقاء في نفس
التلاوة، كما دلت عليه وسياقها من غير وجه، كما وردت به الاثار المتعددة،
ولا محذور في ذلك إلا إذا اقر عليه؟ فأما إذا نسخ الله ما القى الشيطان
واحكم اياته؟ فلا محذور في ذلك، وليس هو خطأ وغلط في تبليغ الرسالة، إلا
إذا أقر عليه.
ولا ريب انه معصوم في تبليغ الرسالة ان يقر على خطأ، كما قال:" ف! ذا
حدثتكم عن الله بشيء؟ فخذوا به، ف! ني لن اكذب على الله" (1)، ولولا ذلك
لما قامت الحجة به، ف! ن كونه رسول الله يقتضي انه صادق فيما يخبر به عن
(1) مضى تخريجه (ص 922).

الصفحة 926