كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
927 -
الله، والصدق يتضمن نفي الكذب ونفي الخطأ فيه. فبو جاز عليه الخطأ فيما
يخبر به عن الله وأقر عليه لم يكن كل ما يخبر به عن الله.
والذين منعوا أن يقع الإلقاء في تبليغه فروا من هذا، وقصدوا خيرا،
وأحسنوا في ذلك؟ لكن يقال لهم: ألقى ثم أحكم، فلا محذور في ذلك. ف! ن
هذا يشبه النسخ لمن بلغه الأمر والنهي من بعض الوجوه؟ ف! نه إذا موقن برفع
قول سبق لسانه به ليس أعظم من إخباره برفعه.
ولهذا قال في النسخ: ا ليان كانت لكبيرة إلأ على اتذين هدى آلئه!
1 البقرة:43 ا ا؟ فظنهم أنهم قد كذبوا هو يتبع ما يظنونه من معنى الوعد، وهذا
جائز لا محذور فيه. إذ لم يقروا عليه، وهذا وجه حسن،7 وهو موافق لظاهر
الاية ولسائر الأصول من الايات والأحاديث، والذي يحقق ذلك أن باب
الوعد والوعيد ليس بأعظم من باب الأمر والنهي.
ف! ذا كان من الجائز في باب الأمر والنهي أن يظنوا شيئا، ثم يتبين الأمر
لهم بخلافه؟ فلأن يجوز ذلك في باب الوعد بطريق الأولى والأحرى، حتى إ ن
باب الأمر والنهي إذا تمسكوا فيه بالاستصحاب لم يقع في ذلك ظن خلاف ما
هو عليه الأمر في نفسه؟ ف! ن الوجوب والتحريم الذي لا يثبت إلا نحطاب إذا
نفوه قبل الخطاب كان ذلك اعتقادا مطابقا للأمر في نفسه، وباب الوعد إذا لم
يخبروا به قد يظنون انتفاءه، كما ظن الخليل جواز المغفرة لأبيه حتى استغفر
له، ونهي! نا عن الاقتداء؟ كما قال الني! شيد لأبي طالب:" لأستغفرن لك ما لم
أنه عنك" (1)، وحتى ا استأذن ربه في الاستغفار لأمه؟ فلم يؤذن له في ذلك،
وحتى صلى على المنافقين قبل أن ينهى عن ذلك وكان يرجو لهم المغفرة،
(1) أخرجه البخاري (4772)، ومسلم (4 2).