كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
929 -
وقد يقع من النصر الموعود به ما لا يظن أنه من الموعود به، فالظن
المخطئ فهم ذلك كثيرا جدا أكثر من باب الأمر والنهي، مع كثرة ما وقع من
الغلط في ذلك، وهذا مما لا لمجصر الغلط فيه إلا الله تعالمما-، وهذا عام لجميع
الادميين؟ لكن الأنبياء -صلوات الله عليهم وسلامه - لا يقرون؟ بل يتبين لهم،
وغير الأنبياء قد لا يتبين له ذلك في الدنيا.
ولهذا كثر في القرآن ما يأمر نبيه! شي! بتصديق الوعد والإيمأن، وما يحتاج
إليه ذلك من الصبر إلمما أن يجيء الوقت، ومن الاستغفار لزوال الذنوب التي
صء
بها تحقيق اتصافه بصفة الوعد، كما قال تعالمما-: (فاضبر إن وغد الله حق
ولا ي! تخفنك الذين لا يوقنوت وفىح!! ا الروم: 0 6 ا، وقال -تعالمما-: (فاضبر
إن وغد الله حق فإما نرينك بغض آلذى نعدهتم أو نتوفينك فإلتنا يرجعون
!! أكافر:177 والآيات في هذا الباب كثيرة معلوصة. والله تعالى اعلم " (1).
قال السمرقندي:
"ويقال: لما آيست الرسل أن يستجيب لهم قومهم وظن قومهم ا ن
الرسل قد كذبوا عليهم جاءهم بالنصرة.
وروي ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس؟ أنه قال: (حتى
إذا اشتتش الرسل وظنوا أنهتم قد! ذبوا!. قال: كانوا بشرا؟ فضعفوا
وسئموا، وظنوا انهم قد كذبوا، وأشار بيده إلى السماء.
قال ابن ابي مليكة: فذكرت ذلك لعروة، فقال: قالت عائشة: معاذ
الله، ما حدث الله ورسوله شيئأ إلا وعلم انه سيكون قبل أن يموت.
(1) "دقائق التفسير" (3/ 1 35 - ا 31).