كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

931 -
قلت: فما هذه الآية؟
قالت: هم أتباع الرسل الذين امنوا بربهم وصدقوهم؟ فطال عليهم
البلاء وتأخر عنهم النصر (حتى إذا استئس الرسل! ممن كذبهم من
قومهم، وظنت الرسل أدط أتباعهم قد كذبوهم؟ جاءهم نصر الله عند
ذلك" (1).
قال الشوكاني:
"أي: ظن القوم أن الرسل قد كذبوهم فيما أخبروا به من العذاب ولم
يصدقوا.
وقيل: المعنى: ظن القوم أن الرسل قد كذبوا فيما ادعوا من نصرهم.
" وقيل: المعنى: ظن الرسل أنها قد كذبتهم أنفسهم حين حدكحهم بأنهم
ينصرون عليهم أو كذبهم رجاؤهم للنصر.
وقرا الباقون: (كذبوا! بالتشديد، والمعنى عليها واضح؟ أي: ظن
الرسل بأن أقوامهم قد كذبوهم فيما وعدوهم به من العذاب.
ويجوز في هذا أن يكون فاعل ظن القوم المرسل إليهم على معنى أنهم
ظنوا أن الرسل قد كذبوا فيما جاءوا به من الوعد والوعيد.
وقرأ مجاهد وحميد: (قد كذبوا! بفتح الكاف والذال المخففين على
معنى: وظن قوم الرسل أن الرسل قد كذبوا.
وقد قيل: إن الظن في هذه الآية معنى اليقين؟ لأن الرسل قد تيقنوا أ ن
قومهم كذبوهم، وليس ذلك مجرد ظن منهم.
(1) "مختصر تفسير ابن كثير" (2/ 66).

الصفحة 931