كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

- 944

نسق رائع، وأسلوب ممتع، تنتقل بالقارئ من حدث إلى حدث في عذوبة تشد
القلوب؟ فلا تمل، وتشويق يجذب النفوس؟ فلا تسأم.
قال محمد السيد الوكيل:
"وقصة يوسف -عليه السلام - في القرآن الكريم هي القصة الوحيدة
التي جاءت بكل أطرافها في سورة واحدة، أطلق عليه اسم صاحب القصة،
وقد بدأت هذه القصة برؤيا، وظلت أحداثها تترى متوالية متتابعة حتى
انتهت بتفسير الرؤيا التي بدئت بها، وتسلسلت أحداث القصة في نسق رائع،
وأسلوب ممتع، تنتقل بالقارئ من حدث إلى حدث، في عذوبة تشد القلوب؟
فلا تمل، وتشويق يجذب النفوس؟ فلا تسأم " (1).
1/ 1209 ا ا- قصة يوسف تتضمن فنونأ شتى من أساليب التربية
والسلوكيات، وتهدف بوضوح إلى إبراز الخصائص النفسية للصفوة المختارة
من الناس، وتشرح لنا فيأ أسلوب سهل أخاذ ثمرة اللجوء إلى الله -عز وجل-
في الضيق والمحن، وكيف لا يتخلى الله عمن يلتجأ إليه؟ فيصرف عنه السوء
وينقذه مما يتورط فيه، ويضيء له الطريق مع شدة الظلام من حوله، ويمكن له
في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء (2). لأ
1/ 1210 ا ا- تسلية الني -لمجب! بما لقيه يعقوب ويوسف -عليهما الصلاة
السلام - من الهم من الأذى، وقد لقي الني! ي! م من اله أشد ما لقيه من بعداء
كفار قومه؟ مثل عمه أبي لهب، والنضر بن الحارث وغيرهم، وإن وقع أذى
الأقارب في النفوس أشد من وقع أذى البعداء.
(1) "نظرات في أحسن القصص " (ص 4 35).
(2) المرجع السابق (صا 0 3 - 2 0 3).

الصفحة 944