كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
- 948
الصفة الأولمما: أنه تصديق الذي بين يديه، أي: من الكتب المنزلة من
السماء ومن كل الرسل المعصومين الذي أوحى الله إليهم، كما قال تعالمما-:
(بل جاء بالحق وصدق اتمزسلين!! أ الصافات:37،.
فهذا القرآن الذي جاء به محمد! لمجم! م جاء بالحق، وهو الصدق في إخباره
عن الله، وعن ملائكته، وعن اليوم الاخر، وعن جميع الغيوب السابقة
واللاحقة، العدل في أحكامه؟ فلا يأمر إلا بخير، ولا ينهى إلا عن الشر، كما
قال -تعالمما-: (وتمت كلصت ربك صذقا وعدلأ! أ الأنعام: ه 1 1،.
وأيضا، ف! ن هذا القرآن صدق جميع ما جاءت به الرسل وهيمن عليها،
واتفق منها على الأصول العظيمة، والشرائع الكبار العامة الشاملة.
/ وأيضا، ف! ن الرسل أخبروا وبشروا بمحمد! يو، وبما جاء به محمد! لمجم! م،
فصدق مخبرها وحقت بشارتها.
الصفة الثانية: أنه تفصيل لكل شيء، وهذا شامل لجميع ما يحتاجه
الخلق في عقائدهم، وأخلاقهم، وأعمالهم الظاهرة والباطنة، وفي دينهم
ودنياهم:
فقد شرح الله به وفصل التوحيد، والرسالة والجزاء، وجميع العقائد
الصادقة الصحيحة شرحا وتفصيلا لا يساويه في ذلك أي كمتاب كان.
وفصل فيه الحث على حقائق الإيمان، وعلى التخلق بالأخلاق الجميلة،
والتنزه من الأخلاق الرذيلة، وبين الطريق والأسباب التي يحصل بها حسنها
والتي يدفع به سيئها.
كما فصل الشرائع الظاهرة، والأعمال الصالحة، والحلال والحرام،
والخير والشر.
وفصل فيه جميع المقاصد والغايات النافعة، الدينية والدنيوية.