كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

- 96
الثاني: صدق رفلاه وصحة تأويله.
الثالث: ضبط نفسه وقهر شهوته حتى سلم من المعصية وقام بحق
الأمانة.
الرابع: الفرج بعد شدة الإياس" (1).
وقال القاسمي:
"لقد كان في قصتهم وحديثهم دلائل على قدرته -تعالى- وحكمت! في
كل شيء، وايات معظمات لمن يسأل عن قصتهم ويعرفها تدلهم:
أولا: علىلا ان الاصطفاء المحض امر مخصوص! *بمشيئة الله -تعالى- لا
يتعلق بسعي ساع، ولا ارادة مريد؟ فيعلمون مراتب الاستعدادات في الأزل.
وثانيا: على ان من اراد الله به خيرا لم يكن لأحد دفعه، ومن عصم! الله
لم يكن لأحد رميه بسوء، ولا قصده لشر؟ فيقوى يقينهم وتوكلهم.
وثالثا: على ان كيد الشيطان ص! اغواءه أمر لا يأمن منه احد حتى
الأنبياء؟ فيكونون منه على حذر.
واقوى من ذلك كله: أنها تطلعفم طريق الفهم الذي هو الانتقال
الذهني على أحوالهم في البداية والنهاية، وما بينهما، وكيفية سلوكهم إلى الله؟
فسير شوقهم! مارادتهم، وتشحذ بصيرتهم، وتقوي عزيمتهم " (2).
وقال ابن الجوزي:
"وفي وجه هذه الآيات خمسة اقوال:
(1) "النكت والعيون،، (3/ 9).
(2) "محاسن التأودل" (9/ 3512).

الصفحة 96