كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف

97 -
أحدهما: الدلالة على صدق محمد! ه حين أخبر أخبار قوم لم
يشاهدهم ولا نظر في الكتب.
والثاني: ما أظهر الله في قصة يوسف من عواقب البغي عليه.
والالثالث: صدق رؤياه وصحة تأويله.
والرابع: ضبط نفسه وقهر شهوته حتى قام بحق الأمانة.
والخامس: حدوث السرور بعد اليأس.
ف! ن قيل: لم خص السائلين ولغيرهم فيها ايات؟ فعنه جوابان:
أحدهما: أن المعنى: للسائلين وغيرهم؟ فاكتفى بذكر السائلين من
غيرهم كما اكتفى بذكر الحر من البرد في قوله: (تقيصم اتحز! ا النحل: 181.
والثاني: أنه إذا كان للسائلين عن خبر يوسف اية كان لغيرهم اية أيضأ،
وإنما خص السائلين؟ لأن سؤالهم نتج الأعجوبة وكشف الخبر" (1).
قال الطاهر بن عاشور:
"ففي قصة يوسف -عليه السلام - دلائل على ما للصبر وحسن
الطوية من عواقب الخير والنصر، أو على ما للحسد والإضرار بالناس من
الخيبة والاندحار والهبوط.
وفيها من الدلائل على صدق الني ع! ر، وأن القرانا وحي من الله.
إذ جاء في هذه السورة ما لا يعلمه إلا أحبار أهل الكتاب دون قراءة،
ولا كتاب وذلك من المعجزات " (2!.
(1) "زاد المسير" (4/ 182).
(2) "التحرير والتنوير" (2 1/ 18 2).

الصفحة 97