كتاب إتحاف الإلف بذكر الفوائد الألف والنيف من سورة يوسف
- 98
7/ 75 - بيان قدرة الله -تعالى- وحكمته وتوفيق أقداره، ولطفه بمن
اصطفى من عباده، وتربيته لهم وحسن عنايته بهم للسائلين عنها (1).
7/ 76 - على المسلم القارئ للقران ان يلتمس وجه العبرة في القصص
القراني كله؟ ونحاصة قصة ني الله يوسف -عليه السلام - (2).
قال العلمي:
"جعل الله -سبحانه- هذه السورة الشريفة علة من العلل التي يظهر
فيها حكمته، ووسيلة من الوسائل التي يرشد الناس بها للعبرة والعظة، فعلى
الرجل الرشيد العاقل أن يقرا هذه السورة ليس لما فيها من التاريخ فحسب،
بل لما حوته من العظات والعبر، وما اشتملت عليه من الحكمة والأدب.
إن اول ما ينبغي لمن قرأ هذه السورة او استمع لها: ان يعرف وجوه
العبر التي نزلت لأجلها، ويتعلم رموز الحكم التي رمزت فيها، والغاية التي
اراد الله -تعالى- من سرد مواضيعها، ولعمري ان القارئ لهذه السورة إذا لم
يفعل ذلك لم يدر ما اريد بتلك المعاني، ولا أي ثمرة يجتني منها ولا أي نتيجة
روحية تحصل له من تعاليم هذه السورة، وانه إن كانت غايته من هذه السورة
التلذذ بقراءتها والبلوغ إلى اخرها، دون تفهم ما يقرا منها، وبلا تفكير في
عبرها وحكمها؟ فلا ريب انه لا يعود عليه شيء يرجع اليه نفعه في تأديبه
وتكميله، ووقوفه على عجائب التدابير والألطاف الإلهية، وباهر الحكم
الربانية، ويكون مثله كمثل رجل قدم له لوز صحيح؟ فلا بد أن يكسره
وششخرج ما فيه، لكي ينتفع منه النفع العظيم، دمالا لم ينتفع الا برؤية قشره
(1) " تفسير القرآن الحكيم " (؟ 1/ 259).
(2) "دروس! ستفادة من قصة يوسف " (1/ 13).