كتاب الإعلام بنقد كتاب الروض البسام

[37] قال الدوسري (1/ رقم 179 ص 226 - 227) في التعليق على حديث "الأذنان من الرأس":
"وللحديث عن أبي أمامة طرق أخرى:
فقد أخرجه أحمد (5/ 285 - 286) وأبو داود (134). . . . . من طريق سنان بن ربيعة عن شهر بن حوشب عنه. أهـ
قلت: وعزو الأخ الدوسري الحديث إلى "أبي داود" وأنه رواه مرفوعًا خطأ، وقد وقع بمثل ما وقع به الإمام عبد الحق الإشبيلي في كتابه "الأحكام الوسطى" (1/ 132) وردّ عليه الحافظ ابن القطّان في كتابه العظيم "بيان الوَهم وَالإيهام الوَاقعين في كتاب الأحكام".
قال -رحمه الله- (2/ 280 - 281):
"ومن المشكوك في رفعه ممّا أورده -يعني الإشبيلي- مرفوعًا، ما ذكر من طريق أبي داود، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح المأقَين". قال: "الأذنان من الرأس".
لم يزد في الراده على هذا، ولا قال بإثره شيئًا، وكأنه عنده بين الضعف بشهر بن حوشب. والحديث عند أبي داود موقوف، أو مشكوك في رفعه.
قال أبو داود: حدثنا سليمان بن حرب، ومسدد، وقتيبة، عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة -ذكر وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم -- قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح المأقين".
وقال: "الأذنان من الرأس".
فقوله: وقال: "الأذنان من الرأس" يحتمل أن يكون القائل له النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن يكون أبا أمامة، والأظهر لحكم ظاهر اللفظ أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الصفحة 57