كتاب الإعلام بنقد كتاب الروض البسام

وقد أفاض في تخريج هذه الرواية، فضيلة الشيخ المحقق مشهور حسن آل سلمان في تحقيقه لكتاب "الطهور" لأبي عبيد القاسم بن سلام، وتوصّل إلى شذوذ هذه الرواية. وذكر -حفظه الله- أنه عرض بحثه على الشيخ الألباني -فوافقه على ما توصّل إليه- كما سيأتي.
قال الشيخ مشهورحسن في "الطهور" (ص 368 - 369 - 370 - 371):
"وقد صححه شيخنا الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1/ 52 - 53) بطريق له من حديث ابن عباس، قال عنها:
"ومن الغرائب أن هذه الطريق مع صحتها أغفلها كل من خرّج الحديث من المتأخرين، كالزيلعي، وابن حجر، وغيرهما ممن ليس مختصًا في التخريج، بل أغفله أيضًا الحافظ الهيثمي، فلم يورده في "مجمع الزوائد" مع أنه على شرطه! وهذا كله مصداق قول القائل: "كم ترك الأول للآخر"، وهو دليل واضح على أهمية الرجوع إلى الأمهات عند إرادة التحقيق في حديث ما، فإنه سيجد فيها ما يجعل بحثه أقرب ما يكون نضجًا وصوابًا، والله تعالى هو الموفق" انتهى.
قلت: وهذه الطريق؛ ما أخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ 391) رقم (1084) ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن قارظ بن شيبه عن أبي غطفان عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "استنشقوا مرتين، والأذنان من الرأس".
قال شيخنا الألباني في "الصحيحة" (1/ 52): "وهذا سند صحيح، ورجاله كلهم ثقات ولا أعلم له علة".
قلت نعم؛ إن كان محفوظًا آخره. وقد أغفله الهيثمي لأنه موجود هي "السنن" لأبي داود وابن ماجه.

الصفحة 61