والتاريخ من أبرز طرق كشف الكذب والكذابين في الحديث: يحدث الراوي عمن مات قبله، أو كان يوم مات الشيخ في سن لا يحتمل السماع منه.
قال حفص بن غياث: " إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه بالسنين " يعني: احسبوا سنه وسن من كتب عنه (¬1).
وقال أبو نعيم الفضل بن دكين وذكر المعلى بن عرفان: " قال: حدثنا أبو وائل قال: خرج علينا ابن مسعود بصفين " فقال أبو نعيم: " أتراه بعث بعد الموت؟ " (¬2).
قال البخاري: " وهذا لا أصل له؛ لأن عبد الله مات قبل عثمان، رضي الله عنه، وقبل صفين بسنين " (¬3).
وقال إسماعيل بن عياش: " كنت بالعراق، فأتاني أهل الحديث، فقالوا: هذا رجل يحدث عن خالد بن معدان، قال: فأتيته، فقلت: أي سنة كتبت عن خالد بن معدان؟ قال: سنة ثلاث عشرة، فقلت: أنت تزعم أنك سمعت من خالد بعد موته بسبع "، قال إسماعيل: " مات خالد سنة ست ومئة " (¬4).
¬_________
(¬1) أخرجه الخطيب في " الكفاية " (ص: 193) ومن طريقه: ابن عساكر في " تاريخه " (1/ 54) وإسناده لا بأس به.
وروُي في هذا المعنى عن سفيان الثوري قال: " لما استعمل الرواة الكذب، استعملنا لهم التاريخ " أخرجه ابنُ عدي في " الكامل " (1/ 169 _ 170) ومن طريقه: الخطيب في " الكفاية " (ص: 193) وابنُ عساكر (1/ 54) وفي إسناده من لم أقف عليه .......
(¬2) أخرجه مسلم في " مقدمته " (ص: 26) وعنه: ابنُ أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (4/ 1 / 330) وإسناده صحيح إلى أبي نعيم.
(¬3) التايخ الأوسط (2/ 78).
(¬4) أخرجه ابن حبان في " المجروحين " (1/ 71) والحاكم في " المدخل إلى كتاب الإكليل " (ص: 60 _ 61) والخطيب في " الجامع " (رقم: 145) وإسناده جيد.