الجهالة سبب لرد حديث الراوي، ما لم تثبت استقامة حديثه ذلك.
وهذا قديم عند أهل العلم أنهم لا يحتجون بحديث المجهول.
قال عبد الله بن عون: " لا نكتب الحديث إلا ممن كان عندنا معروفاً بالطلب " (¬1).
وقال الشافعي: " لا نقبل خبر من جهلناه، وكذلك لا نقبل خبر من لم نعرفه بالصدق وعمل الخير " (¬2).
وقال: " من حدث عن كذاب لم يبرأ من الكذب، ولا يقبل الخبر إلا ممن عرف بالاستئهال لأن يقبل خبره، ولم يكلف الله أحداً أن يأخذ دينه عمن لا يعرف " (¬3).
¬_________
(¬1) أخرجه ابنُ أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (1/ 1 / 28) والرامهرمزي في " المحدث الفاصل " (ص: 405) وابنُ عدي (1/ 257) والخطيب في " الكفاية " (ص: 251) من طريق إبراهيم بن المنذر الحِزامي، قال: سمعت أيوب بن واصل يقول: سمعت عبد الله بنَ عون، به. وإسناده حسن.
(¬2) اختلاف الحديث (ص: 45).
(¬3) أخرجه ابنُ عدي في " الكامل " (1/ 207) وإسناده صحيح، والمعنى لهذا القوْل عن الشافعي أيضاً في " الرسالة " (ص: 376 _ 377).