كتاب تحرير علوم الحديث (اسم الجزء: 1)

قلت: فهذا ليس حُكماً على أبي الجوزاء، فإنه ثقة معروف، وإنما هو توقُّفٌ من البخاري في إثبات هذا الخبر عنه، والمفيد اتِّصال ما بينه وبين ابن عباس وعائشة، وربما من أجل كونه من رواية جعفر بن سليمان الضبعي، وهو عند البخاري " يخالف في بعض حديثه " (¬1).
قلت: وعلى هذا الذي بيَّنْت عن استعمال البخاري يقع استعمال غيره، إلا أن تقوم قرينةٌ على إرادة معنى مخصوص.
وذلك كاستعمال ابن عبد البرِّ لعبارة: " فيه نظر " (¬2)، ففسرها العلائي بقوله: " أي في صحبته " (¬3).
وقال السُّليمانيُّ (¬4) في (محمد بن المغيرة بن سنان الضبي فقيه الحنفية بهَمَذانَ): " فيه نظر "، فقال الذهبي: " يشير إلى أنه صاحب رأي " (¬5).

26 _ قولهم: (ضعيف) أو: (ضعيف الحديث).
هي صيغة جرح بلا تردُد، لكن هل هي مفسرة أو مجملة؟
التحقيق: أنها مجملة، فإذا عارضها تعديل معتبر لم يعتد بها حتى يبين وجهها.
¬_________
(¬1) التاريخ الكبير (2/ 1 / 192).
(¬2) الاستيعاب (6/ 328 _ هامش الإصابة).
(¬3) جامع التحصيل (ص: 262).
(¬4) هوَ الحافُظ الناقد أبو الفضْل أحمد بن علي البيكنْدي (المتوفى سنة: 404) قال الذهبي: " رأيتُ للسليماني كتاباً فيه حط على كبار، فلا يُسمع منه ما شذَّ فيه " (سير أعلام النبلاء 17/ 202).
(¬5) سير أعلام النبلاء (13/ 384).

الصفحة 607