كتاب تحرير علوم الحديث (اسم الجزء: 1)

ومن هذا استعمال يحيى بن معين لها، حيث قال: " وإذا قلت لك: (هو ضعيف) فليس هو بثقة، ولا يكتب حديثه " (¬1).
ومن هذا قولهم: (ضعيف جداً)، وهي دالة بلفظها على معناها.
كما تطلق على الراوي المتَّهم بالكذب، فإذا وجدت ذلك فلا تقل: هو جرح يسير.
ويطلب تعيين مرتبة ذلك الضعف بالنظر في القرائن.
ومن هذا قول ابن عدي في " كامله " في كثير من الرواة: " هو في جملة الضعفاء "، فربما قالها فيمن يعتبر به، وربما قالها في متروك.

27 _ قولهم: (مضطرب الحديث).
شرحت في تفسير (الحديث المضطرب) أنَّ إحدى صورتي الاضطراب هي الاختلاف على الراوي، حيث يأتي الحديث عنه على وجوه، تدل على لينه وسوء حفظه.
وذلك كقول أحمد بن حنبل في (خُصَيفِ بن عبد الرحمن): " شديد الاضطراب في المسند " (¬2)، لذلك وصفه في موضع آخر بقوله: " ليس بقوي في الحديث " (¬3).

28 _ قولهم: (يخالف الثقات).
عبارة جرح مجملةٌ، إذا عارضت التعديل فإنها تثير شُبهة إمكان الشُّذوذ، وربما أيضاً التفرد.
وابن حبان يقول في مواضع فيمن يوردهم في " الثقات ": " يخالف "، " ربَّما خالف " فهي عبارة لا تعني الجرح المسقط، والثقة قد يخالف،
¬_________
(¬1) تقدَّم سياقه بتَمامه وتَخريجه في الكلام على عبارة (لا بأس به).
(¬2) العلل (النص: 4926).
(¬3) العلل (النص: 3187).

الصفحة 609