كتاب تحرير علوم الحديث (اسم الجزء: 2)

أنها كانت تستحاض، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا كان دم الحيضة، فإنه دم أسود يعرف، فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصلاة، فإذا كان الآخر فتوضئي وصلي، فإنما هو عرق " ... (¬1).
قلت: هذا مما تفرد به محمد بن عمرو، وهو صدوق، ومثله لا يحتمل مثل هذا التفرد دون سائر أصحاب الزهري، بمتن لا يعرف في الباب عن غيره في جعل الفارق بين دم الحيض والاستحاضة هو اللَّونَ.
ولذا قال أبو حاتم الرازي حين سأله ابنه عن هذا الحديث: " لم يتابع محمد بن عمرو على هذه الرواية، وهو منكر " (¬2).
¬_________
(¬1) أخرجه أبو داود (رقم: 286، 304) _ ومن طريقه: البيهقي في " الكبرى " (1/ 325) وابن عبد البر في " التمهيد " (16/ 64، و 22/ 105) _ والنسائي (رقم: 215، 362) وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (6/ 251 رقم: 3483) والدارقطني (1/ 206، 207) والخطيب في " الجامع لأخلاق الراوي " (رقم: 1125) من طريق محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن محمد بن عمرو.
تابع ابنَ المثنى: خلف بن سالم، حدثنا محمد بن أبي عدي، بإسناده نحوه.
أخرجه الدارقطني (1/ 207).
قال أبو داود بعد روايته المتقدمة (وهو عند من رواه من طريقه كذلك): وقال ابن المثنى: حدثنا به ابن أبي عدي من كتابه هكذا، ثم حدثنا به بعدُ حفظاً، قال: حدثنا محمد بن عمرو، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن فاطمة كانت تستحاض، فذكر معناه.

وهكذا أخرجه كما ذكره أبو داود من حديث عائشة، وساق لفظه: النسائي (رقم: 216، 363) _ وعنه: الطحاوي في " شرح المشكل " (7/ 154 رقم: 2729) _ وابن أبي عاصم (6/ 251 رقم: 3483) وابن حبان (4/ 180 رقم: 1348) والدارقطني (1/ 207) والحاكم (1/ 174 رقم: 618) والخطيب في " الجامع " (رقم: 1125) جميعاً من طريق محمد بن المثنى، بإسناده به.
وذكر النسائي وابن أبي عاصم والدارقطني والخطيب عن محمد بن المثنى مثل ما ذكره أبو داود عنه عن ابن أبي عدي.
(¬2) علل الحديث (رقم: 117).
قلت: والحديث صححه ابنُ حبان والحاكم، وليس كما قالا، وله علة أخرى بسْطها في محل آخر.

الصفحة 665