كتاب تحرير علوم الحديث (اسم الجزء: 2)

المبحث السادس:

التعليل بالتدليس

وشرحت معنى التدليس في (الحديث المدلس) (¬1).
والتعليل به بمعنى الوقوع لا المظنة، أي: ليس التعليل بمجرد العنعنة من الراوي الموصوف بالتدليس، وإنما بكشف وقوع تدليسه في ذلك الحديث، عن طريق جمع أسانيده.
مثل: حديث بقية بن الوليد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل يحب الملحين في الدعاء ".
هكذا رواه كثير بن عبيد الحذاء عن بقية (¬2).
فهذا يقول فيه المبتدئ: (في إسناده بقية، وهو مدلس وقد عنعن)، ثم
¬_________
(¬1) في القسم الثاني من هذا الكتاب.
(¬2) أخرجه الحكيم الترمذي في " نوادر الأصول " (رقم: 1008 _ تنقيح) قال: حدثنا الفضل بن محمد، والطبراني في " الدعاء " (رقم: 20) قال: حدثنا واثلة بن الحسن العٍرقي، والعقيلي في " الضعفاء " (4/ 452) قال: حدثنا أحمد بن محمد النصيبي، والقُضاعي في " مسند الشهاب " (رقم: 1069) من طريق أبي عروبة الحرَّاني، و (1070) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن يونس، جَميعاً قالوا: حدثنا كثير بن عُبيد، به.

الصفحة 727