كتاب تحرير علوم الحديث (اسم الجزء: 2)

والمثال الثاني: روى قران بن تمام، عن أيمن بن نابل، عن قدامة بن عبد الله بن عمار العامري، قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت على ناقته، ويستلم الحجر بمحجنه " (¬1).
قال أبو حاتم الرازي: " لم يرو هذا الحديث عن أيمن إلا قران، ولا أراه محفوظاً، أين كان أصحاب أيمن بن نابل عن هذا الحديث؟ " (¬2).
ومن الأصول في هذا الباب أيضاً: معرفة النسخ التي تروى بها الأحاديث الكثيرة، وتمييز ما يصح منها مما لا يصح، ثم استعمال كشف علل الاختلاف فيها بحسب مراتب رواة تلك النسخ عن أصحابها، وذلك مثل:
نسخة سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن جده.
ونسخة بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده.
ونسخة عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
وهذه النسخ من حيث الجملة ثابتة من صاحب النسخة إلى منتهى الإسناد، والنظر في عللها من جهة أصحاب سهيل وبهز وعمرو، في مواضع اتفاقهم واختلافهم وانفرادهم.

المقدمة الثالثة: تمييز المراسيل، ومن كان معروفاً بالإرسال من الرواة، وتبين مواضع سماعهم من عدمه.

ويدل على الطريق: معرفة الفرق بين التدليس والإرسال، ومعرفة تواريخ الرواة.
¬_________
(¬1) أخرجه عبد الله بن أحمد في " زَوائد المسند " (24/ 138 _ 139 رقم 15414) وأبو يعلى (2/ 229 رقم: 928) والفاكهي في " تاريخ مكة " (رقم: 469) وابن قانع في " معجم الصحابة " (2/ 358) والطبراني في " الأوسط " (9/ 14 _ 15 رقم: 8024) و " الكبير " (19/ 38 رقم: 80) وابن عدي في " الكامل " (2/ 147) وأبو نعيم في " معرفة الصحابة " (4/ 2348 رقم 5771) من طرق عن قرَّان، به.
والمِحجن: عصا معقوفة الرأس.
(¬2) علل الحديث (رقم: 886) .......

الصفحة 772