فأمرَ الناس بالرحيل، فَبَيْنَا هو يريد الركوب إذا رسول أُمّه أُمّ أيمن قد جاءه يقول: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يموت! فأقبل وأقبل معه عمر، وأبو عبيدة، فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت ... ". إلى إن قال: "فلمّا كان هلال شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة، خرج أُسامة فسار إلى أهل أُبنى"1.
وذكر مثل ذلك الواقدي2،وتابعهما ابن سيد الناس3،والحلبي4، والزرقاني5.
أمّا خليفة بن خياط، فذكر بسنده عن الزهري قال:
[11] "فسار أُسامة في آخر شهر ربيع الأوّل حتّى بلغ أرض الشام"6.
قلت: لا فرق بين القولين، فربما كان سيره آخر يوم في شهر ربيع الأوّل، وأّوّل يوم في شهر ربيع الآخر. والله تعالى أعلم.
وكانت هذه السرية آخر سرية جهّزها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوّل سرية جهّزها أبو بكر الصّدّيق رضي الله عنه بعد أن استخلف7.
__________
1 أخرجه ابن سعد (طبقات 2/190-191) ، عن شيوخه.
2 المغازي 3/1111-1125.
3 عيون الأثر 2/355-356.
4 السيرة الحلبية 3/227-228.
5 شرح المواهب 3/108-109.
6 أخرجه خليفة (تاريخ 101) ، من حديث المدائني بسنده عن الزهري.
قلت: سنده فيه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي. وهو (متروك) .
7 ابن حجر: فتح الباري 8/125، والزرقاني: إرشاد الساري 6/475.