كتاب الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (اسم الجزء: 2)
جعلت معصيتي عقابًا:
أفأنال عقابين، أين العادل
لدون ما معصية؟
قاضى، لا تصخ سمعك عني
واعذر احتبائي الروب
وزحزحة القيد عن معصمي:
فإن كنت المذنب والمحامي
إن لست قاضيّ والغريم؟
"واغفر إلهي ما أقول") (¬١).
وهو نص على ركاكته وسقم تركيبه -كعادة قائله خاصة الحداثيين عمومًا- يطفح بالاعتراض والاستخفاف باللَّه تعالى وقدره، تعالى اللَّه عما يقولون علوًا كبيرًا.
وعلى المنوال نفسه في الركاكة والضلال قوله:
(هل أندب العالم الذي أضعت؟
هل أشتم القدر الذي اختصر المارد وشوهه؟
هل أكسر القمقم وانفلت؟
أم أقبع فيه راضيًا، كما بقصر؟
هل استغيث بسليمان مستسمحًا
أو أنادي: "إلهي ابعث الصياد"؟
أو لن يقول إلهي: "ولماذا تريد الانفلات؟ ") (¬٢).
---------------
(¬١) الأعمال الكاملة لتوفيق صايغ: ص ٢٦ - ٢٧.
(¬٢) المصدر السابق: ص ٤٣.