كتاب الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (اسم الجزء: 2)

ويقول أنسي الحاج: (. . . الحب هو القوة الوحيدة القادرة على تغيير مجرى القدر. . .) (¬١).
ويقول: (اضيئي وظللي في رأسي أيتها الملكة الماجنة احكمي قدري والعالم أنت القدر وعالمي) (¬٢).
وفي دعاية باردة وتبجيل هابط للشعر الحداثي الذي لا يصح أكثره أن ينسب إلى كلام العقلاء من عامة الناس فضلًا عن تسميته شعرًا! ! ، يجعل منه أنسي الحاج مغيرًا للأقدار، وتاللَّه إنهم ومن وراءهم ولو ظاهرهم الإنس والجن لا يستطيعون تغيير قدر واحد في شأن أصغر المخلوقات، فكيف بالهراء الحداثي المسمى شعرًا؟ ! .
يقول أنسي الحاج: (ما أريده للشعر هو أن يغير الأقدار لا أن يحاكي إيقاع الحالات) (¬٣).
أمَّا السياب فيقول:
(يا أمة تصنع الأقدار من دمها لا تيأسي، إن سيف الدولة القدر) (¬٤)
ويقول البياتي نازعًا إلى عقيدته الشيوعية وناسبًا التقدير إلى الطبيعية في قوله:
(فهذه الطبيعة الحسناء
قدرت الموت على البشر
واستأثرت بالشعلة الحية في تعاقب الفصول) (¬٥).
ويقول ممتدحًا صنوه في الشيوعية "جيفارًا" (¬٦) مادًا جذوره الفكرية إلى
---------------
(¬١) قضايا الشعر الحديث: ص ٣١٩.
(¬٢) خواتم: ص ٤٧.
(¬٣) المصدر السابق: ص ١٢٧.
(¬٤) ديوان السياب ص: ٨١٢.
(¬٥) ديوان البياتي ٢/ ١٦٠.
(¬٦) سبقت ترجمته: ص ٨١٤.

الصفحة 1528