كتاب الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (اسم الجزء: 2)
ويزعم أمل دنقل قدرته على مراغمة القدر فيقول:
(لكنني حين رأيت الآن صورة لها
في مهجري
أيقنت أن ماسنا ما زال
حي الجوهر
وأننا سنلتقي
رغم رياح القدر) (¬١).
أمَّا نزار فيعلن أنه سيثور على قدره ويغالبه، فيقول:
(أثور أنا على قدري
على صدأي على عفني) (¬٢).
ويطيش به كبره وانتفاخه الأجوف إلى حد القول:
(لو لم تكوني أنت في لوح القدر
لكنت كونتك يا حبيبتي
بصورة من الصور) (¬٣).
ومن أراد مثالًا تطبيقًا لما قال اللَّه تعالى: {لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} (¬٤) فليقرأ لنزار قوله:
(مشيئة الأقدار لا تردني
أنا الذي أغير الأقدار) (¬٥).
---------------
(¬١) الأعمال الشعرية الكاملة لأمل دنقل: ص ٩٥.
(¬٢) الأعمال الشعرية لنزار ١/ ٥٨٨.
(¬٣) المصدر السابق ٢/ ٦٨.
(¬٤) الآية ٢١ من سورة الفرقان.
(¬٥) المصدر السابق ٣/ ٣٢٩.