كتاب الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (اسم الجزء: 2)

أو سائلاتٍ يشتهيهن الرجال المحسنون! ! ) (¬١).

سابعًا: نسبة الأعمال الإرادية إلى القدر مثل قول بعضهم: شاء القدر أو شاءت الأقدار:
وهذا وأمثاله من الأقوال المنكرة؛ لأن القدر لا مشيئة له، وإنّما تكون المشيئة لمن يشاء والإرادة لمريد، والقضاء والقدر أوصاف ولا مشيئة لها ولا إرادة، وإنّما المشيئة والإرادة للموصوف، وهو اللَّه تعالى الذي قضى وقدر وخلق كل شيء فقدره تقديرًا، وقدر فهدى.
ومن أمثلة هذا الاستعمال المنكر في أقوالهم قول نازك الملائكة:
(هكذا ما يريده القدر المحـ ... ـتوم لا ما تريده آمالي) (¬٢)
وقولها:
(هكذا شاءت المقادير للعا ... لَم إثم وشقوة وحروب) (¬٣)
وقولها:
(نبئيني أهكذا الأمر يا أقـ ... ـدار أم قد ضللت في أفكاري) (¬٤)
فهي تخاطب الأقدار وكأن لها فعلًا إراديًا ومشيئة اختيارية! ! .
وقولها:
(اتركي الزورق الكليل تسيّر ... هـ أكف الأقدار كيف تشاء) (¬٥)
---------------
(¬١) ديوان السياب: ص ٥٢٢.
(¬٢) ديوان نازك الملائكة ١/ ٢٨ و ١/ ٣٦٢.
(¬٣) المصدر السابق ١/ ٥٠.
(¬٤) المصدر السابق ١/ ٢٢٢.
(¬٥) المصدر السابق ١/ ٣٥٦.

الصفحة 1536