كتاب الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (اسم الجزء: 3)
فلننظر بعد هذه الأقوال إلى بعض الشروخ الهائلة الموجودة في بنيانها:
أولًا: يقصد أدونيس بكلامه، هذا كله الدين، ودين الإسلام على الخصوص، باعتباره من الغيبيات التي تجب محاربتها؛ لأنها عنده من أسباب للتخلف، وباعتبارها هي السائدة والمسيطرة على الثقافة والسلوك الاجتماعي.
وحربه لدين الإسلام مبني على تزمت إلحادي، وضغائن طائفية نصيرية نشأ عليها، وعمالة لجهات أجنبية ما زالت ترعاه وتحوطه بالدعم والدعاية، ومن كان هذا شأنه فلا ريب أن يكون حديثه عن الإسلام حديث الباغض الحاقد! ! .
ثانيا: يقتنص أدونيس أقوال أضرابه وأشباهه ليقوي بها جانبه ويلبس بأقوالهم على أتباعه، وأقوالهم لا تبعد عن المنطلق الحاقد الجاهل الذي انطلق منه أدونيس.
ثالثًا: يهاجم أدونيس الغيبيات الإسلامية ويؤمن بغيبيات وثنية جاهلية، ويقدس أصنامًا ويظل لها عاكفًا، وقد مر معنا في الفصل الرابع من الباب الأول شواهد كثيرة على إيمانه وتقديسه للأوثان الفينيقية، وأظهر الأدلة على خضوعه وإيمانه بالأوثان الجاهلية تسميته نفسه باسم الوثن "أدونيس".
ثم هو لم يكتف بالإيمان بغيبيات وثنية سابقة بل أضاف إلى ذلك إيمانه بغيبيات جاهلة محدثة وكتابه "الصوفية والسوريالية" مليء بهذه القضايا فهو يؤمن بأن الشاعر له غيب ويستشرف الغيب بل ويصنع الغيب! ! .
ثم هو مع ذلك كله لم يتباعد عن عقيدته الباطنية النصيرية بما فيها من غيبيات باطلة وضلالات قاحلة، وقد سبق بيان ذلك في الفصل الرابع من الباب الأول، وسيأتي بعض من ذلك في الوجه الرابع من انحرافاتهم في هذا الفصل.
فإذا كان أدونيس يؤمن بغيبيات ماضية وحاضرة، ويقدس مذاهب
الصفحة 1571
2321