كتاب الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (اسم الجزء: 3)

علقه! ! علق علها ترتاح أرواح الضحايا
وانشر كفاحك، لن يعيد الدهر هاتيك البلايا) (¬١).
هل يُمكن أن يقول يهودي لقومه أكثر من هذا؟ ! ومن قوله مخاطبًا اليهود:
(يا شعب قل للظالمين: أتحسبون بأنكم ستخلدون) (¬٢).
وله قصيدة "المناشير المحترقة" قال في مقدمتها: (إلى الأصدقاء اليهود الذين وزعوا المناشير عن الشهداء الخمسة في تل أبيب -ساحة ديزنكوف- فاعتدى عليهم أُجراء البوليس ومزقوا ثيابهم وحرقوا لهم المناشير وكتبهم التي كانوا يحملونها) (¬٣).
وكان مما قاله لهؤلاء اليهود:
(الورة أحمل. . والسلام الحق. . والحب العميق
هذي يدي
يا أصدقاء كفاحنا في كل ضيق
في كل عرق نابض
عهد الصديق إلى الصديق) (¬٤).
فإذا كان هذا قولهم وموقفهم أيام كان الموقف الرسمي من دولة اليهود ظاهر العداء والخصام، فماذا سيقول هؤلاء اليوم وقد جثت ركب كثيرة عند حائط المبكى وباب الكنيست تطلب السلام؟ ! .
ولست أريد أن أعيد ما سبق الكلام عنه عند جائزة نوبل التي استحقها في زمن متقارب نجيب محفوظ وأنور السادات لموقفهما الموالي لليهود.
---------------
(¬١) ديوان توفيق زياد: ص ١٨٤.
(¬٢) المصدر السابق: ص ١٨٥.
(¬٣) المصدر السابق: ص ٣٥.
(¬٤) المصدر السابق: ص ٣٧. وانظر: اعترافه بإسرائيل في ص ٤٦٦.

الصفحة 2233