كتاب الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (اسم الجزء: 1)

النقص تبين لنا أي حداثة هذه التي يدعو إليها وينافح عنها مثقفو الأدب الحديث.
يصف أدونيس -أهلكه اللَّه- الباري -جلَّ وعلا- بأنه يولد، مضاهيًا قول الذين كفروا من قبل قاتلهم اللَّه أنّى يؤفكون، وذلك في قوله:
(كاهنة الأجيال، قولي لنا
شيئًا عن اللَّه الذي يولد
قولي، أفي عينيه ما يعبد) (¬١).
وتبلغ به درجة الخبث والقذارة إلى أن يصف اللَّه في أحط الأوصاف الخسيسة وفي أبشع المواضع، حيث يقرر بأن اللَّه يُشاهد في العملية الجنسية، وأنه يتحقق له في فرج المرأة أن اللَّه "تعالى وتقدس" لا يتناهى وذلك في قوله:
(يا شهدي، يا شهد الشهوة
يا أرضًا تجنى في خلوه
يا قبة
فيها كل نجيِّ يشهد ربه
يا قصرًا يعلو تحت الزغب
في أحشائك تيه يجرف رمل التعب
في أحشائك أحيا موج الجنس، اكابد سَوْرَة مده
أردُ العالم في لا حدِّه
في أحشائك أعرف أوقن آن الآتي
سرُّ حياتي
---------------
(¬١) الأعمال الشعرية لأدونيس ١/ ١٠١.

الصفحة 574